আল বিদায়া ওয়া আন্নিহায়া

পৃষ্ঠা - ১১৭৫৩
[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ] [الْأَحْدَاثُ الَّتِي وَقَعَتْ فِيهَا] اسْتَهَلَّتْ وَالْحُكَّامُ هُمُ الْمَذْكُورُونَ فِي الَّتِي قَبْلَهَا، وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا كَانَ مِنْ عَبِيدِ مَكَّةَ إِلَى الْحُجَّاجِ، وَأَنَّهُ قُتِلَ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمِيرَانِ، فَلَمَّا بَلَغَ الْخَبَرُ السُّلْطَانَ عَظُمَ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَامْتَنَعَ مِنَ الْأَكْلِ عَلَى السِّمَاطِ - فِيمَا يُقَالُ - أَيَّامًا، ثُمَّ جَرَّدَ سِتَّمِائَةِ فَارِسٍ، وَقِيلَ: أَلْفًا، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ، وَأَرْسَلَ إِلَى الشَّامِ أَنْ يُجَرَّدَ مُقَدَّمٌ آخَرُ، فَجُرِّدَ الْأَمِيرُ سَيْفُ الدِّينِ أُلْجَيْبُغَا الْعَادِلِيُّ، وَخَرَجَ مِنْ دِمَشْقَ يَوْمَ دَخَلَهَا الرَّكْبُ فِي سَادِسِ عِشْرِينَ الْمُحَرَّمِ، وَأُمِرَ أَنْ يَسِيرَ إِلَى أَيْلَةَ لِيَجْتَمِعَ مَعَ الْمِصْرِيِّينَ، وَأَنْ يَسِيرُوا جَمِيعًا إِلَى الْحِجَازِ. وَفِي يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ تَاسِعِ صَفَرٍ وَصَلَ نَهْرُ السَّاجُورِ إِلَى مَدِينَةِ حَلَبَ، وَخَرَجَ نَائِبُ حَلَبَ أَرْغُونُ، وَمَعَهُ الْأُمَرَاءُ مُشَاةً إِلَيْهِ فِي تَهْلِيلٍ وَتَكْبِيرٍ وَتَحْمِيدٍ، يَلْتَقُونَ هَذَا النَّهْرَ، وَلَمْ يُمَكِّنْ أَحَدًا مِنَ الْمَغَانِي وَلَا غَيْرِهِمْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَفَرِحَ النَّاسُ بِوُصُولِهِ إِلَيْهِمْ فَرَحًا شَدِيدًا، وَكَانُوا قَدْ سَعَوْا فِي تَخْلِيصِهِ مِنْ أَمَاكِنَ بَعِيدَةٍ احْتَاجُوا فِيهَا إِلَى نَقْبِ بَعْضِ الْجِبَالِ، وَفِيهَا صُخُورٌ ضِخَامٌ صُمٌّ، وَعَقَدُوا لَهُ قَنَاطِرَ عَلَى الْأَوْدِيَةِ، وَمَا وَصَلَ إِلَّا بَعْدَ جَهْدٍ جَهِيدٍ، وَأَمْرٍ شَدِيدٍ، فَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ. وَحِينَ رَجَعَ نَائِبُ حَلَبَ أَرْغُونُ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا وَمَاتَ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
পৃষ্ঠা - ১১৭৫৪
وَفِي سَابِعَ عَشَرَ صَفَرٍ وَسَّعَ تَنْكِزُ الطُّرُقَاتِ بِالشَّامِ ظَاهِرَ بَابِ الْجَابِيَةِ، وَخَرَّبَ كُلَّ مَا يُضَيِّقُ الطُّرُقَاتِ. وَفِي ثَانِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ لَبِسَ عَلَاءُ الدِّينِ بْنُ الْقَلَانِسِيُّ خِلْعَةً سَنِيَّةً، لِمُبَاشَرَةِ نَظَرِ دِيوَانِ مَلِكِ الْأُمَرَاءِ، وَدِيوَانِ نَظَرِ الْمَارَسْتَانِ، عِوَضًا عَنْ أَمِينِ الدِّينِ بْنِ الْعَسَّالِ، وَرَجَعَ ابْنُ الْعَسَّالِ إِلَى حِجَابَةِ الدِّيوَانِ الْكَبِيرِ. وَفِي يَوْمِ الْخَمِيسِ ثَانِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ لَبِسَ عِمَادُ الدِّينِ بْنُ الشِّيرَازِيِّ خِلْعَةَ نَظَرِ الْأُمَوِيِّ عِوَضًا عَنِ ابْنِ مَرَاجِلٍ; عُزِلَ عَنْهُ لَا إِلَى بَدَلٍ، وَبَاشَرَ جَمَالُ الدِّينِ بْنُ الْفُوَيْرِهِ نَظَرَ الْأَسْرَى بَدَلًا عَنِ ابْنِ الشِّيرَازِيِّ. وَفِي يَوْمِ الْخَمِيسِ آخِرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ لَبِسَ الْقَاضِي شَرَفُ الدِّينِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرَفِ الدِّينِ حَسَنٍ ابْنِ الْحَافِظِ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ الْحَافِظِ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْمَقْدِسِيُّ - خِلْعَةَ قَضَاءِ الْحَنَابِلَةِ، عِوَضًا عَنْ عِزِّ الدِّينِ بْنِ التَّقِيِّ سُلَيْمَانَ، تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَرَكِبَ مِنْ دَارِ السَّعَادَةِ إِلَى الْجَامِعِ، فَقُرِئَ تَقْلِيدُهُ تَحْتَ النَّسْرِ بِحَضْرَةِ الْقُضَاةِ وَالْأَعْيَانِ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى الْجَوْزِيَّةِ فَحَكَمَ بِهَا، ثُمَّ إِلَى الصَّالِحِيَّةِ وَهُوَ لَابِسٌ الْخِلْعَةَ، وَاسْتَنَابَ يَوْمَئِذٍ ابْنَ أَخِيهِ التَّقِيَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ.
পৃষ্ঠা - ১১৭৫৫
وَفِي سَلْخِ رَبِيعٍ الْآخِرِ اجْتَازَ الْأَمِيرُ عَلَاءُ الدِّينِ أُلْطُنْبُغَا بِدِمَشْقَ وَهُوَ ذَاهِبٌ إِلَى بِلَادِ حَلَبَ نَائِبًا عَلَيْهَا، عِوَضًا عَنْ أَرْغُونَ - تُوُفِّيَ إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ - وَقَدْ تَلَقَّاهُ النَّاسُ وَالْجَيْشُ. وَفِي مُسْتَهَلٍّ جُمَادَى الْأُولَى حَضَرَ الْأَمِيرُ الشَّرِيفُ رُمَيْثَةُ بْنُ أَبِي نُمِيٍّ إِلَى مَكَّةَ، فَقُرِئَ تَقْلِيدُهُ بِإِمْرَةِ مَكَّةَ مِنْ جِهَةِ السُّلْطَانِ صُحْبَةَ التَّجْرِيدَةِ، وَخُلِعَ عَلَيْهِ، وَبَايَعَهُ الْأُمَرَاءُ الْمُجَرَّدُونَ مِنْ مِصْرَ وَالشَّامِ دَاخِلَ الْكَعْبَةِ، وَقَدْ كَانَ وَصُولُ التَّجَارِيدِ إِلَى مَكَّةَ فِي سَابِعِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَأَقَامُوا بِبَابِ الْمُعَلَّى، وَحَصَلَ لَهُمْ خَيْرٌ كَثِيرٌ مِنَ الصَّلَاةِ وَالطَّوَافِ، وَكَانَتِ الْأَسْعَارُ رَخِيصَةً مَعَهُمْ. وَفِي يَوْمِ السَّبْتِ سَادِسِ جُمَادَى الْآخِرَةِ، خُلِعَ عَلَى الْقَاضِي عِزِّ الدِّينِ ابْنِ قَاضِي الْقُضَاةِ بَدْرِ الدِّينِ بْنِ جَمَاعَةَ بِوِكَالَةِ السُّلْطَانِ، وَنَظَرِ جَامِعِ طُولُونَ، وَنَظَرِ النَّاصِرِيَّةِ، وَهَنَّأَهُ النَّاسُ - عِوَضًا عَنِ التَّاجِ أَبِي إِسْحَاقَ عَبْدِ الْوَهَّابِ، تُوُفِّيَ وَدُفِنَ بِالْقَرَافَةِ. وَفِي هَذَا الشَّهْرِ تَوَلَّى عِمَادُ الدِّينِ ابْنُ قَاضِي الْقُضَاةِ الْأَخْنَائِيُّ تَدْرِيسَ الصَّارِمِيَّةِ وَهُوَ صَغِيرٌ، بَعْدَ وَفَاةِ النَّجْمِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَعْلَبَكِّيِّ الشَّافِعِيِّ، وَحَضَرَهَا فِي رَجَبٍ، وَحَضَرَ عِنْدَهُ النَّاسُ خِدْمَةً لِأَبِيهِ. وَفِي حَادِي عِشْرِينَ جُمَادَى الْآخِرَةِ رَجَعَتِ التَّجْرِيدَةِ مِنَ الْحِجَازِ صُحْبَةَ
পৃষ্ঠা - ১১৭৫৬
الْأَمِيرِ سَيْفِ الدِّينِ أُلْجَيْبُغَا، وَكَانَتْ غَيْبَتُهُمْ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَأَيَّامًا، وَأَقَامُوا بِمَكَّةَ شَهْرًا وَاحِدًا وَيَوْمًا وَاحِدًا، وَحَصَلَ لِلْعَرَبِ مِنْهُمْ رُعْبٌ شَدِيدٌ وَخَوْفٌ أَكِيدٌ، وَعَزَلُوا عَنْ مَكَّةَ عُطَيْفَةَ، وَوَلَّوْا أَخَاهُ رُمَيْثَةَ، وَصَلَّوْا وَطَافُوا وَاعْتَمَرُوا، وَمِنْهُمْ مَنْ أَقَامَ هُنَاكَ لِيَحُجَّ. وَفِي ثَانِي رَجَبٍ خُلِعَ عَلَى ابْنِ أَبِي الطَّيِّبِ بِنَظَرِ دِيوَانِ بَيْتِ الْمَالِ عِوَضًا عَنِ ابْنِ السَّابِقِ، تُوُفِّيَ. وَفِي أَوَائِلِ شَعْبَانَ حَصَلَ بِدِمَشْقَ هَوَاءٌ شَدِيدٌ مُزْعِجٌ، كَسَرَ كَثِيرًا مِنَ الْأَشْجَارِ وَالْأَغْصَانِ، وَأَلْقَى بَعْضَ الْجُدْرَانِ وَالْحِيطَانِ، وَسَكَنَ بَعْدَ سَاعَةٍ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ تَاسِعِهِ سَقَطَ بَرَدٌ كِبَارٌ مِقْدَارَ بَيْضِ الْحَمَامِ، وَكَسَرَ بَعْضَ جَامَاتِ الْحَمَامِ. وَفِي شَهْرِ شَعْبَانَ هَذَا خُطِبَ بِالْمَدْرَسَةِ الْمُعِزِّيَةِ عَلَى شَاطِئِ النِّيلِ، أَنْشَأَهَا الْأَمِيرُ سَيْفُ الدِّينِ طُقُزْدَمُرَ أَمِيرُ مَجْلِسِ النَّاصِرِيِّ، وَكَانَ الْخَطِيبُ بِهَا عِزَّ الدِّينِ عَبْدَ الرَّحِيمِ بْنَ الْفُرَاتِ الْحَنَفِيَّ. وَفِي نِصْفِ رَمَضَانَ قَدِمَ الشَّيْخُ تَاجُ الدِّينِ عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ اللَّخْمِيُّ ابْنُ الْفَاكِهَانِيِّ الْمَالِكِيُّ، نَزَلَ عِنْدَ الْقَاضِي الشَّافِعِيِّ، وَسَمَّعَ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ مُصَنَّفَاتِهِ، وَخَرَجَ إِلَى الْحَجِّ عَامَئِذٍ مَعَ الشَّامِيِّينَ، وَزَارَ الْقُدْسَ قَبْلَ وُصُولِهِ إِلَى دِمَشْقَ.
পৃষ্ঠা - ১১৭৫৭
وَفِي هَذَا الشَّهْرِ وُطِّئَ سُوقُ الْخَيْلِ، وَرُكِّبَتْ فِيهِ حَصْبَاءُ كَثِيرَةٌ، وَعَمِلَ فِيهِ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ نَفْسٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ حَتَّى سَاوَوْهُ وَأَصْلَحُوهُ، وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يَكُونُ فِيهِ مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ وَمُلْقَاتٌ. وَفِيهِ أُصْلِحَ سُوقُ الدَّقِيقِ ظَاهِرَ بَابِ الْجَابِيَةِ إِلَى الثَّابِتِيَّةِ، وَسُقِفَ عَلَيْهِ السُّقُوفُ. وَخَرَجَ الرَّكْبُ الشَّامِيُّ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ثَامِنَ شَوَّالٍ، وَأَمِيرُهُ عِزُّ الدِّينِ أَيْبَكُ أَمِيرُ عَلَمَ، وَقَاضِيهِ شِهَابُ الدِّينِ الظَّاهِرِيُّ. وَمِمَّنْ حَجَّ فِيهِ شِهَابُ الدِّينِ بْنُ جَهْبَلٍ، وَابْنُ أَبِي الْيُسْرِ، وَابْنُ جُمْلَةَ، وَالْفَخْرُ الْمِصْرِيُّ، وَالصَّدْرُ الْمَالِكِيُّ، وَشَرَفُ الدِّينِ الْكَفْرِيُّ الْحَنَفِيُّ، وَالْبَهَاءُ بْنُ إِمَامِ الْمَشْهَدِ، وَجَلَالُ الدِّينِ الْأَعْيَالِيُّ نَاظِرُ الْأَيْتَامِ، وَشَمْسُ الدِّينِ الْكُرْدِيُّ، وَفَخْرُ الدِّينِ الْبَعْلَبَكِّيُّ، وَمَجْدُ الدِّينِ بْنُ أَبِي الْمَجْدِ، وَشَمْسُ الدِّينِ بْنُ قَيِّمِ الْجَوْزِيَّةِ، وَشَمْسُ الدِّينِ ابْنُ خَطِيبِ يَبْرُودَ، وَشَرَفُ الدِّينِ قَاسِمٌ الْعَجْلُونِيُّ، وَتَاجُ الدِّينِ بْنُ الْفَاكِهَانِيِّ، وَالشَّيْخُ عُمَرُ السَّلَامِيُّ، وَكَاتِبُهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ، وَآخَرُونَ مِنْ سَائِرِ الْمَذَاهِبِ، حَتَّى كَانَ الشَّيْخُ بَدْرُ الدِّينِ يَقُولُ: اجْتَمَعَ فِي رَكْبِنَا هَذَا أَرْبَعُمِائَةِ فَقِيهٍ، وَأَرْبَعُ مَدَارِسَ، وَخَانِقَاهْ، وَدَارُ حَدِيثٍ. وَقَدْ كَانَ مَعَنَا مِنَ الْمُفْتِينَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ نَفْسًا،
পৃষ্ঠা - ১১৭৫৮
وَكَانَ فِي الْمِصْرِيِّينَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ، مِنْهُمْ; قَاضِي الْمَالِكِيَّةِ تَقِيُّ الدِّينِ الْأَخْنَائِيُّ، وَفَخْرُ الدِّينِ النُّوَيْرِيُّ، وَشَمْسُ الدِّينِ بْنُ الْحَارِثِيِّ، وَمَجْدُ الدِّينِ الْأَقْصُرَائِيُّ شَيْخُ الشُّيُوخِ، وَالشَّيْخُ مُحَمَّدٌ الْمُرْشِدِيُّ، وَفِي رَكْبِ الْعِرَاقِ الشَّيْخُ أَسَدٌ الْمَرَاوِحِيُّ وَكَانَ مِنَ الْمَشَاهِيرِ، وَفِي الشَّامِيِّينَ الشَّيْخُ عَلِيٌّ الْوَاسِطِيُّ صُحْبَةَ ابْنِ التُّرْكُمَانِيِّ، وَأَمِيرُ الْمِصْرِيِّينَ مُغْلَطَايْ الْجَمَّالِيُّ الَّذِي كَانَ وَزِيرًا فِي وَقْتٍ، وَكَانَ إِذْ ذَاكَ مَرِيضًا. وَمَرَرْنَا بِعَيْنِ تَبُوكَ وَقَدْ أُصْلِحَتْ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَصِينَتْ مِنْ دَوْسِ الْجِمَالِ وَالْجَمَّالِينَ، وَصَارَ مَاؤُهَا فِي غَايَةِ الْحُسْنِ وَالصَّفَاءِ وَالطِّيبِ، وَكَانَتِ الْوَقْفَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمُطِرْنَا بِالطَّوَافِ، وَكَانَتْ سَنَةً مُرْخَصَةً آمِنَةً. وَفِي نِصْفِ ذِي الْحِجَّةِ رَجَعَ تَنْكِزُ مِنْ نَاحِيَةِ قَلْعَةِ جَعْبَرٍ، وَكَانَ فِي خِدْمَتِهِ أَكْثَرُ الْجَيْشِ الشَّامِيِّ مِنَ الْأُمَرَاءِ وَالْمُقَدَّمِينَ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ، وَأَظْهَرَ أُبَّهَةً عَظِيمَةً فِي تِلْكَ النَّوَاحِي. وَفِي سَادِسِ عِشْرِينَ ذِي الْحِجَّةِ وَصَلَ تَوْقِيعُ الْقَاضِي عَلَاءِ الدِّينِ بْنِ الْقَلَانِسِيِّ بِجَمِيعِ جِهَاتِ أَخِيهِ جَمَالِ الدِّينِ، بِحُكْمِ وَفَاتِهِ، مُضَافًا إِلَى جِهَاتِهِ، فَاجْتَمَعَ لَهُ مِنَ الْمَنَاصِبِ الْكِبَارِ مَا لَمْ يَجْتَمِعْ لِغَيْرِهِ مِنَ الرُّؤَسَاءِ فِي هَذِهِ الْأَعْصَارِ، فَمِنْ ذَلِكَ وَكَالَةُ بَيْتِ الْمَالِ، وَقَضَاءُ الْعَسْكَرِ، وَكِتَابَةُ الدَّسْتِ، وَوَكَالَةُ مَلِكِ الْأُمَرَاءِ، وَنَظَرُ الْمَارَسْتَانِ، وَنَظَرُ الْحَرَمَيْنِ، وَنَظَرُ دِيوَانِ السَّعِيدِ، وَتَدْرِيسُ الْأَمِينِيَّةِ، وَالظَّاهِرِيَّةِ، وَالْعَصْرُونِيَّةِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ.
পৃষ্ঠা - ১১৭৫৯
[مَنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ] وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ: قَاضِي الْقُضَاةِ عِزُّ الدِّينِ ابْنُ قَاضِي الْقُضَاةِ تَقِيِّ الدِّينِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ابْنِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ الْمَقْدِسِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ، وَاشْتَغَلَ عَلَى وَالِدِهِ، وَاسْتَنَابَهُ فِي أَيَّامِ وِلَايَتِهِ، فَلَمَّا وَلِيَ ابْنُ مُسَلَّمٍ لَزِمَ بَيْتَهُ يَحْضُرُ دَرْسَ الْجَوْزِيَّةِ وَدَارَ الْحَدِيثِ الْأَشْرَفِيَّةَ بِالْجَبَلِ وَيَأْوِي إِلَى بَيْتِهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ ابْنُ مُسَلَّمٍ وَلِيَ قَضَاءَ الْحَنَابِلَةِ بَعْدَهُ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِ سِنِينَ، وَكَانَ فِيهِ تَوَاضُعٌ وَتَوَدُّدٌ، وَقَضَاءٌ لِحَوَائِجِ النَّاسِ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ تَاسِعَ صَفَرٍ، وَكَانَ يَوْمًا مَطِيرًا، وَمَعَ هَذَا شَهِدَ النَّاسُ جَنَازَتَهُ، وَدُفِنَ بِتُرْبَتِهِمْ، رَحِمَهُمُ اللَّهُ، وَوَلِيَ بَعْدَهُ نَائِبُهُ شَرَفُ الدِّينِ بْنُ الْحَافِظِ، وَقَدْ قَارَبَ الثَّمَانِينَ. وَفِي نِصْفِ صَفَرٍ تُوُفِّيَ الْأَمِيرُ سَيْفُ الدِّينِ قِجْلِيسُ سَيْفُ النِّقْمَةِ، وَقَدْ كَانَ سَمَّعَ عَلَى الْحَجَّارِ وَوَزِيرَةَ بِالْقُدْسِ الشَّرِيفِ. الْأَمِيرُ الْكَبِيرُ سَيْفُ الدِّينِ أُرْغُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّوَدَارُ النَّاصِرِيُّ، وَقَدْ عَمِلَ عَلَى نِيَابَةِ مِصْرَ مُدَّةً طَوِيلَةً، ثُمَّ غَضِبَ عَلَيْهِ السُّلْطَانُ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى نِيَابَةِ حَلَبَ، فَمَكَثَ بِهَا مُدَّةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ بِهَا فِي سَابِعَ عَشَرَ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَدُفِنَ بِتُرْبَةٍ
পৃষ্ঠা - ১১৭৬০
اشْتَرَاهَا بِحَلَبَ وَقَدْ كَانَ عِنْدَهُ فَهْمٌ وَفِقْهٌ، وَفِيهِ دِيَانَةٌ وَاتِّبَاعٌ لِلشَّرِيعَةِ، وَقَدْ سَمَّعَ " الْبُخَارِيَّ " عَلَى الْحَجَّارِ، وَكَتَبَهُ جَمِيعَهُ بِخَطِّهِ، وَأَذِنَ لَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ فِي الْإِفْتَاءِ، وَكَانَ يَمِيلُ إِلَى الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ ابْنِ تَيْمِيَةَ وَهُوَ بِمِصْرَ، تُوُفِّيَ وَلَمْ يُكْمِلِ الْخَمْسِينَ سَنَةً، وَكَانَ يَكْرَهُ اللَّهْوَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَلَمَّا خَرَجَ يَلْتَقِي نَهْرَ السَّاجُورِ خَرَجَ فِي ذُلٍّ وَمَسْكَنَةٍ، وَخَرَجَ مَعَهُ الْأُمَرَاءُ كَذَلِكَ مُشَاةً فِي تَكْبِيرٍ وَتَهْلِيلٍ وَتَحْمِيدٍ، وَمَنَعَ الْمَغَانِيَ مِنَ اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ فِي ذَلِكَ، رَحِمَهُ اللَّهُ. الْقَاضِي ضِيَاءُ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ سَلِيمِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَذْرَعِيُّ الشَّافِعِيُّ، تَنَقَّلَ فِي وِلَايَةِ الْأَقْضِيَةِ بِمَدَارِسَ كَثِيرَةٍ مُدَّةَ سِتِّينَ سَنَةً، وَحَكَمَ بِطَرَابُلُسَ، وَنَابُلُسَ، وَعَجْلُونَ، وَحِمْصَ، وَزُرَعَ، وَغَيْرِهَا، وَحَكَمَ بِدِمَشْقَ نِيَابَةً عَنِ الْقُونَوِيِّ نَحْوًا مِنْ شَهْرٍ، وَكَانَ عِنْدَهُ فَضِيلَةٌ، وَلَهُ نَظْمٌ كَثِيرٌ، نَظَمَ " التَّنْبِيهَ " فِي نَحْوِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفِ بَيْتٍ، وَتَصْحِيحَهُ فِي أَلْفٍ وَثَلَاثِمِائَةِ بَيْتٍ، وَلَهُ مَدَائِحُ، وَمُوَالِيَا، وَأَزْجَالٌ، وَغَيْرُ ذَلِكَ، ثُمَّ كَانَتْ وَفَاتُهُ بِالرَّمْلَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَالِثَ عِشْرِينَ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عَنْ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَلَهُ عِدَّةُ أَوْلَادٍ مِنْهُمْ; عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَحَدُ الْفُضَلَاءِ، وَهُوَ مِمَّنْ جَمَعَ بَيْنَ عِلْمَيِ الشَّرِيعَةِ وَالطَّبِيعَةِ.
পৃষ্ঠা - ১১৭৬১
أَبُو دَبُّوسٍ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَغْرِبِيُّ، تَمَلَّكَ فِي وَقْتٍ بِلَادَ قَابِسَ، ثُمَّ تَغَلَّبَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ فَانْتَزَعُوهَا مِنْهُ، فَقَصَدَ مِصْرَ فَأَقَامَ بِهَا، وَأُقْطِعَ إِقْطَاعًا، وَكَانَ يَرْكَبُ مَعَ الْجُنْدِ فِي زِيِّ الْمَغَارِبَةِ مُتَقَلِّدًا سَيْفًا، وَكَانَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ، يُوَاظِبُ عَلَى الْخِدْمَةِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الْأُولَى. الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ ضِيَاءُ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ قُطْبِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ السُّنْبَاطِيُّ الشَّافِعِيُّ، مُدَرِّسُ الْحُسَامِيَّةِ، وَنَائِبُ الْحُكْمِ بِمِصْرَ، وَأَعَادَ فِي أَمَاكِنَ كَثِيرَةٍ، وَتَفَقَّهَ عَلَى وَالِدِهِ، تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ، وَتَوَلَّى الْحُسَامِيَّةَ بَعْدَهُ نَاصِرُ الدِّينِ التَّبْرِيزِيُّ. الصَّدْرُ الْكَبِيرُ تَاجُ الدِّينِ الْكَارِمِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الدَّمَامِينِيِّ، كَانَ مِنْ أَكَابِرِ التُّجَّارِ الْكَارِمِيَّةِ بِمِصْرَ، تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ، يُقَالُ: إِنَّهُ خَلَفَ مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ، غَيْرَ الْبَضَائِعِ، وَالْأَثَاثِ، وَالْأَمْلَاكِ. الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ فَخْرُ الدِّينِ عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُصْطَفَى بْنِ سُلَيْمَانَ
পৃষ্ঠা - ১১৭৬২
بْنِ الْمَارْدِينِيِّ التُّرْكُمَانِيُّ الْحَنَفِيُّ، شَرَحَ فَخْرُ الدِّينِ هَذَا " الْجَامِعَ الْكَبِيرَ "، وَأَلْقَاهُ دُرُوسًا فِي مِائَةِ كَرَّاسٍ، تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ وَلَهُ إِحْدَى وَسَبْعُونَ سَنَةً، كَانَ شَيْخًا عَالِمًا فَاضِلًا، مُوَقَّرًا فَصِيحًا، حَسَنَ الْمُفَاكَهَةِ، وَلَهُ نَظْمٌ حَسَنٌ، وَوَلِيَ بَعْدَهُ الْمَنْصُورِيَّةَ وَلَدُهُ تَاجُ الدِّينِ. تَقِيُّ الدِّينِ عُمَرُ بْنُ الْوَزِيرِ شَمْسِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ السَّلْعُوسِ، كَانَ صَغِيرًا لَمَّا مَاتَ أَبُوهُ تَحْتَ الْعُقُوبَةِ، ثُمَّ نَشَأَ فِي الْخَدَمِ، ثُمَّ طَلَبَهُ السُّلْطَانُ فِي آخِرِ وَقْتٍ فَوَلَّاهُ نَظَرَ الدَّوَاوِينِ بِمِصْرَ، فَبَاشَرَهُ يَوْمًا وَاحِدًا، وَحَضَرَ بَيْنَ يَدَيِ السُّلْطَانِ يَوْمَ الْخَمِيسِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَقَدِ اضْطَرَبَ حَالُهُ، فَمَا وَصَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ إِلَّا فِي مِحَفَّةٍ، وَمَاتَ بُكْرَةَ يَوْمِ السَّبْتِ سَادِسِ عِشْرِينَ ذِي الْقِعْدَةِ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بِجَامِعِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَدُفِنَ عِنْدَ وَالِدِهِ بِالْقَرَافَةِ، وَكَانَتْ جَنَازَتُهُ حَافِلَةً. جَمَالُ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ شَرَفِ الدِّينِ بْنِ جَمَالِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ نَصْرِ اللَّهِ بْنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ أَسَدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، ابْنُ الْقَلَانِسِيِّ، قَاضِي الْعَسَاكِرِ، وَوَكِيلُ بَيْتِ الْمَالِ، وَمُدَرِّسُ الْأَمِينِيَّةِ وَغَيْرِهَا، حَفِظَ " التَّنْبِيهَ "، ثُمَّ " الْمُحَرَّرَ " لِلرَّافِعِيِّ، وَكَانَ يَسْتَحْضِرُهُ، وَاشْتَغَلَ عَلَى الشَّيْخِ تَاجِ الدِّينِ الْفَزَارِيِّ، وَتَقَدَّمَ لِطَلَبِ الْعِلْمِ
পৃষ্ঠা - ১১৭৬৩
وَالرِّئَاسَةِ، وَبَاشَرَ جِهَاتٍ كِبَارًا، وَدَرَّسَ فِي أَمَاكِنَ، وَتَفَرَّدَ فِي وَقْتِهِ بِالرِّئَاسَةِ فِي الْبَيْتِ، وَالْمَنَاصِبِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ، وَكَانَ فِيهِ تَوَاضُعٌ، وَحُسْنُ سَمْتٍ، وَتَوَدُّدٌ، وَإِحْسَانٌ، وَبِرٌّ بِأَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفُقَرَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَهُوَ مِمَّنْ أُذِنَ لَهُ فِي الْإِفْتَاءِ، وَكَتَبَ إِنْشَاءَ ذَلِكَ وَأَنَا حَاضِرٌ عَلَى الْبَدِيهَةِ، فَأَفَادَ وَأَجَادَ، وَأَحْسَنَ التَّعْبِيرَ، وَعَظُمَ فِي عَيْنِي، تُوُفِّيَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ثَامِنَ عِشْرِينَ ذِي الْقِعْدَةِ، وَدُفِنَ بِتُرْبَتِهِمْ بِالسَّفْحِ، وَقَدْ سَمَّعَ الْحَدِيثَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الْمَشَايِخِ، وَخَرَّجَ لَهُ فَخْرُ الدِّينِ الْبَعْلَبَكِّيُّ مَشْيَخَةً سَمَّعْنَاهَا عَلَيْهِ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
পৃষ্ঠা - ১১৭৬৪
[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ] [الْأَحْدَاثُ الَّتِي وَقَعَتْ فِيهَا] اسْتَهَلَّتْ وَحُكَّامُ الْبِلَادِ هُمْ هُمْ. وَفِي أَوَّلِهَا فُتِحَتِ الْقَيْسَارِيَّةُ الَّتِي كَانَتْ مَسْبِكَ الْفُولَاذِ جَوَّا بَابِ الصَّغِيرِ، حَوَّلَهَا تَنْكِزُ قَيْسَارِيَّةً بِبِرْكَةٍ. وَفِي يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ ذَكَرَ الدَّرْسَ بِالْأَمِينِيَّةِ وَالظَّاهِرِيَّةِ عَلَاءُ الدِّينِ بْنُ الْقَلَانِسِيِّ عِوَضًا عَنْ أَخِيهِ جَمَالِ الدِّينِ، وَذَكَرَ ابْنُ أَخِيهِ أَمِينُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ جَمَالِ الدِّينِ الدَّرْسَ بِالْعَصْرُونِيَّةِ، تَرَكَهَا لَهُ عَمُّهُ، وَحَضَرَ عِنْدَهُمَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَعْيَانِ. وَفِي تَاسِعِ الْمُحَرَّمِ جَاءَ إِلَى حِمْصَ سَيْلٌ عَظِيمٌ غَرِقَ بِسَبَبِهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ وَجَمٌّ غَفِيرٌ، وَهَلَكَ لِلنَّاسِ أَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ، وَمِمَّنْ مَاتَ فِيهِ نَحْوُ مِائَتَيِ امْرَأَةٍ بِحَمَّامِ النَّائِبِ، كُنْ مُجْتَمِعَاتٍ عَلَى عَرُوسٍ أَوْ عَرُوسَيْنِ فَهَلَكْنَ جَمِيعًا. وَفِي صَفَرٍ أَمَرَ تَنْكِزُ بِبَيَاضِ الْجُدْرَانِ الْمُقَابِلَةِ لِسُوقِ الْخَيْلِ إِلَى بَابِ الْفَرَادِيسِ، وَأَمَرَ بِتَجْدِيدِ خَانِ الظَّاهِرِ، فَغَرِمَ عَلَيْهِ نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا. وَفِي هَذَا الشَّهْرِ وَصَلَ تَابُوتُ لَاجِينَ الصَّغِيرِ مِنَ الْبِيرَةِ، فَدُفِنَ بِتُرْبَتِهِ خَارِجَ بَابِ شَرْقِيٍّ.
পৃষ্ঠা - ১১৭৬৫
وَفِي تَاسِعِ رَبِيعٍ الْآخِرِ حَضَرَ الدَّرْسَ بِالْقَيْمَازِيَّةِ عِمَادُ الدِّينِ الطَّرَسُوسِيُّ الْحَنَفِيُّ، عِوَضًا عَنِ الشَّيْخِ رَضِيِّ الدِّينِ الْمَنْطِيقِيِّ، تُوُفِّيَ، وَحَضَرَ عِنْدَهُ الْقُضَاةُ وَالْأَعْيَانُ. وَفِي أَوَّلِ رَبِيعٍ الْآخِرِ خُلِعَ عَلَى الْمَلِكِ الْأَفْضَلِ عَلَيٍّ ابْنِ الْمَلِكِ الْمُؤَيِّدِ صَاحِبِ حَمَاةَ، وَوَلَّاهُ السُّلْطَانُ الْمَلِكُ النَّاصِرُ مَكَانَ أَبِيهِ بِحُكْمِ وَفَاتِهِ، وَرَكِبَ بِمِصْرَ بِالْعَصَائِبِ، وَالشَّبَّابَةُ وَالْغَاشِيَةُ أَمَامَهُ. وَفِي نِصْفِ هَذَا الشَّهْرِ سَافَرَ الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ الْأَصْفَهَانِيُّ شَارِحُ " الْمُخْتَصَرِ "، وَمُدَرِّسُ الرَّوَاحِيَّةِ إِلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ عَلَى خَيْلِ الْبَرِيدِ، وَفَارَقَ دِمَشْقَ وَأَهْلَهَا، وَاسْتَوْطَنَ الْقَاهِرَةَ. وَفِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ تَاسِعِ جُمَادَى الْأُولَى خَطَبَ بِالْجَامِعِ الَّذِي أَنْشَأَهُ الْأَمِيرُ سَيْفُ الدِّينِ أَلْمَلِكُ، وَاسْتَقَرَّ فِيهِ خَطِيبًا - نُورُ الدِّينِ عَلِيُّ بْنُ شَبِيبٍ الْحَنْبَلِيُّ. وَفِيهِ أَرْسَلَ السُّلْطَانُ جَمَاعَةً مِنَ الْأُمَرَاءِ إِلَى الصَّعِيدِ، فَأَحَاطُوا عَلَى نَحْوٍ مِنْ سِتِّمِائَةِ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ يَقْطَعُ الطَّرِيقَ، فَأُتْلِفُ بَعْضُهُمْ. وَفِي جُمَادَى الْآخِرَةِ تَوَلَّى شَدَّ الدَّوَاوِينِ بِدِمَشْقَ نُورُ الدِّينِ بْنُ الْخَشَّابِ عِوَضًا عَنِ الطَّرْقَشِيِّ. وَفِي يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ حَادِيَ عَشَرَ رَجَبٍ خُلِعَ عَلَى قَاضِي الْقُضَاةِ عَلَاءِ الدِّينِ ابْنَ الشَّيْخِ زَيْنِ الدِّينِ بْنِ الْمُنَجَّا بِقَضَاءِ الْحَنَابِلَةِ، عِوَضًا عَنْ شَرَفِ الدِّينِ بْنِ الْحَافِظِ، وَقُرِئَ تَقْلِيدُهُ بِالْجَامِعِ، وَحَضَرَهُ الْقُضَاةُ وَالْأَعْيَانُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي اسْتَنَابَ بُرْهَانَ الدِّينِ الزُّرَعِيَّ.
পৃষ্ঠা - ১১৭৬৬
وَفِي رَجَبٍ بَاشَرَ شَمْسُ الدِّينِ مُوسَى بْنُ التَّاجِ أَبِي إِسْحَاقَ نَظَرَ الْجُيُوشِ بِمِصْرَ، عِوَضًا عَنْ فَخْرِ الدِّينِ كَاتِبِ الْمَمَالِيكِ، تُوُفِّيَ، وَبَاشَرَ النَّشْوَ مَكَانَهُ فِي نَظَرِ الْخَاصِّ، وَخُلِعَ عَلَيْهِ بِطَرْحَةٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي شَعْبَانَ عُزِلَ هُوَ وَأَخُوهُ الْعَلَمُ نَاظِرُ الدَّوَاوِينِ، وَصُودِرَا، وَضُرِبَا ضَرْبًا شَدِيدًا، وَتَوَلَّى نَظَرَ الْجَيْشِ الْمَكِينُ بْنُ قَرَوِينَةَ، وَنَظَرَ الدَّوَاوِينِ أَخُوهُ شَمْسُ الدِّينِ بْنُ قَرَوِينَةَ. وَفِي شَعْبَانَ كَانَ عُرْسُ آنُوكَ - وَيُقَالُ: اسْمُهُ مُحَمَّدٌ - ابْنِ السُّلْطَانِ الْمَلِكِ النَّاصِرِ عَلَى بِنْتِ الْأَمِيرِ سَيْفِ الدِّينِ بَكْتَمُرَ السَّاقِيِّ، وَكَانَ جِهَازُهَا بِأَلْفِ أَلْفِ دِينَارٍ، وَذُبِحَ فِي هَذَا الْعُرْسِ مِنَ الْأَغْنَامِ، وَالدَّجَاجِ، وَالْإِوَزِّ، وَالْخَيْلِ، وَالْبَقَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفًا، وَعُمِلَتْ حَلْوَى بِنَحْوِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفِ قِنْطَارٍ، وَحُمِلَ لَهُ مِنَ الشَّمْعِ ثَلَاثَةُ آلَافِ قِنْطَارٍ، قَالَهُ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الرَّحْبِيُّ، وَكَانَ هَذَا الْعُرْسُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ حَادِيَ عَشَرَ شَعْبَانَ. وَفِي شَعْبَانَ هَذَا حُوِّلَ الْقَاضِي مُحْيِي الدِّينِ بْنُ فَضْلِ اللَّهِ مِنْ كِتَابَةِ السِّرِّ بِمِصْرَ إِلَى كِتَابَةِ السِّرِّ بِالشَّامِ، وَنُقِلَ شَرَفُ بْنُ شَمْسِ الدِّينِ بْنِ الشِّهَابِ مَحْمُودٍ إِلَى كِتَابَةِ السِّرِّ بِمِصْرَ. وَأُقِيمَتِ الْجُمُعَةُ بِالشَّامِيَّةِ الْبَرَّانِيَّةِ فِي خَامِسِ عِشْرِينَ شَعْبَانَ، وَحَضَرَهَا الْقُضَاةُ وَالْأُمَرَاءُ، وَخَطَبَ بِهَا الشَّيْخُ زَيْنُ الدِّينِ
পৃষ্ঠা - ১১৭৬৭
عَبْدُ النُّورِ الْمَغْرِبِيُّ، وَذَلِكَ بِإِشَارَةِ الْأَمِيرِ حُسَامِ الدِّينِ الْبَشْمَقْدَارِ الْحَاجِبُ بِالشَّامِ، ثُمَّ خَطَبَ عَنْهُ كَمَالُ الدَّيْنِ بْنُ الزَّكِيِّ. وَفِيهِ أَمَرَ نَائِبُ السَّلْطَنَةِ بِتَبْيِيضِ الْبُيُوتِ مِنْ سُوقِ الْخَيْلِ إِلَى مَيْدَانِ الْحَصَا، فَفُعِلَ ذَلِكَ. وَفِيهِ زَادَتِ الْفُرَاتُ زِيَادَةً عَظِيمَةً لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا، وَاسْتَمَرَّتْ نَحْوًا مِنَ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا، فَأَتْلَفَتْ بِالرُّحْبَةِ أَمْوَالًا كَثِيرَةً، وَكَسَرَتِ الْجِسْرَ الَّذِي عِنْدَ دَيْرِ بِشْرٍ، وَغَلَتِ الْأَسْعَارُ هُنَاكَ، فَشَرَعُوا فِي إِصْلَاحِ الْجِسْرِ، ثُمَّ انْكَسَرَ مَرَّةً ثَانِيَةً لَطِيفَةً. وَفِي يَوْمِ السَّبْتِ تَاسِعِ شَوَّالٍ خَرَجَ الرَّكْبُ الشَّامِيُّ، وَأَمِيرُهُ سَيْفُ الدِّينِ أَوْرَانُ، وَقَاضِيهِ جَمَالُ الدِّينِ بْنُ الشَّرِيشِيِّ، وَهُوَ قَاضِي حِمْصَ الْآنَ، وَحَجَّ السُّلْطَانُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَفِي صُحْبَتِهِ قَاضِي الْقُضَاةِ الْقَزْوِينِيُّ، وَعِزُّ الدِّينِ بْنُ جَمَاعَةَ، وَمُوَفَّقِ الدِّينِ الْحَنْبَلِيُّ، وَسَبْعُونَ أَمِيرًا. وَفِي لَيْلَةِ الْخَمِيسِ حَادِي عِشْرِينَ شَوَّالٍ رُسِمَ عَلَى الصَّاحِبِ شَمْسِ الدِّينِ غِبْرِيَالَ بِالْمَدْرَسَةِ النَّجِيبِيَّةِ الْجَوَّانِيَّةِ، وَصُودِرَ، وَأُخِذَتْ مِنْهُ أَمْوَالٌ كَثِيرَةٌ، وَأُفْرِجَ عَنْهُ فِي الْمُحَرَّمِ مِنَ السَّنَةِ الْآتِيَةِ. [مَنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ] وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ:
পৃষ্ঠা - ১১৭৬৮
الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلْطَانَ الْقَرَامِزِيُّ، أَحَدُ الْمَشَاهِيرِ بِالْعِبَادَةِ وَالزَّهَادَةِ، وَمُلَازِمَةِ الْجَامِعِ الْأُمَوِيِّ، وَكَثْرَةِ التِّلَاوَةِ وَالذِّكْرِ، وَلَهُ أَصْحَابٌ يَجْلِسُونَ إِلَيْهِ، وَلَهُ مَعَ هَذَا ثَرْوَةٌ وَأَمْلَاكٌ، تُوُفِّيَ فِي مُسْتَهَلِّ الْمُحَرَّمِ عَنْ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَدُفِنَ بِبَابِ الصَّغِيرِ، وَكَانَ قَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ، وَاشْتَغَلَ بِالْعِلْمِ، ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ وَاشْتَغَلَ بِالْعِبَادَةِ إِلَى أَنْ مَاتَ. الْمَلِكُ الْمُؤَيَّدُ صَاحِبُ حَمَاةَ عِمَادُ الدِّينِ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ الْمَلِكِ الْأَفْضَلِ نُورِ الدِّينِ عَلِيٍّ ابْنِ الْمَلِكِ الْمُظَفَّرِ تَقِيِّ الدِّينِ مَحْمُودٍ ابْنِ الْمَلِكِ الْمَنْصُورِ نَاصِرِ الدِّينِ مُحَمَّدٍ ابْنِ الْمَلِكِ الْمُظَفَّرِ تَقِيِّ الدِّينِ عُمَرَ بْنِ شَاهِنْشَاهِ بْنِ أَيُّوبَ، كَانَتْ لَهُ فَضَائِلُ كَثِيرَةٌ فِي عُلُومٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنَ الْفِقْهِ، وَالْهَيْئَةِ، وَالطِّبِّ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ عَدِيدَةٌ، مِنْهَا تَارِيخٌ حَافِلٌ حَسَنٌ مُخْتَصَرٌ فِي مُجَلَّدَيْنِ، وَلَهُ الْعُرُوضُ وَالْأَطْوَالُ وَالْكَلَامُ عَلَى الْبُلْدَانِ فِي مُجَلَّدٍ كَبِيرٍ، وَلَهُ نَظْمُ " الْحَاوِي "، وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَكَانَ يُحِبُّ الْعُلَمَاءَ وَيُشَاكِلُهُمْ، وَيُشَارِكُهُمْ فِي فُنُونٍ كَثِيرَةٍ، وَكَانَ مِنْ فُضَلَاءِ بَنِي أَيُّوبَ، وَوَلِيَ مُلْكَ حَمَاةَ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ إِلَى هَذَا الْحِينِ، وَكَانَ الْمَلِكُ النَّاصِرُ يُكْرِمُهُ وَيُعَظِّمُهُ، وَوَلِيَ بَعْدَهُ فِي الْمُلْكِ وَلَدُهُ الْأَفْضَلُ عَلِيٌّ، تُوُفِّيَ سَحَرَ يَوْمِ الْخَمِيسِ ثَامِنِ عِشْرِينَ الْمُحَرَّمِ، وَدُفِنَ ضَحْوَةً عِنْدَ وَالِدَيْهِ بِظَاهِرِ حَمَاةَ. الْقَاضِي الْإِمَامُ تَاجُ الدِّينِ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
পৃষ্ঠা - ১১৭৬৯
عَبْدِ الْكَافِي بْنِ عَوَضِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، سَمِعَ الْكَثِيرَ، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ مُعْجَمًا فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتٍ، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ الْكَثِيرَ، وَكَتَبَ الْخَطَّ الْجَيِّدَ، وَكَانَ مُتْقِنًا عَارِفًا بِهَذَا الشَّأْنِ، يُقَالُ: إِنَّهُ كَتَبَ بِخَطِّهِ نَحْوًا مِنْ خَمْسِمِائَةِ مُجَلَّدٍ، وَقَدْ كَانَ شَافِعِيًّا مُفْتِيًا، وَمَعَ هَذَا نَابَ فِي وَقْتٍ عَنِ الْقَاضِي الْحَنْبَلِيِّ، وَوَلِيَ مَشْيَخَةَ الْحَدِيثِ بِالْمَدْرَسَةِ الصَّاحِبِيَّةِ، وَتُوُفِّيَ بِمِصْرَ فِي مُسْتَهَلِّ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عَنْ ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللَّهُ. الشَّيْخُ رَضِيُّ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَنْطِيقِيُّ الْحَنَفِيُّ، أَصْلُهُ مِنْ آبْ كَرْمٍ مِنْ بِلَادِ قُونِيَةَ، وَأَقَامَ بِحَمَاةَ ثُمَّ بِدِمَشْقَ، وَدَرَّسَ بِالْقَيْمَازِيَّةِ، وَكَانَ فَاضِلًا فِي الْمَنْطِقِ وَالْجَدَلِ، وَاشْتَغَلَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ فِي ذَلِكَ، وَبَلَغَ مِنَ الْعُمُرِ سِتًّا وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَحَجَّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ سَادِسَ عِشْرِينَ رَبِيعٍ الْأَوَّلٍ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَدُفِنَ بِالصُّوفِيَّةِ. وَفِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ تُوُفِّيَ الْإِمَامُ عَلَاءُ الدِّينِ طَيْبُغَا، وَدُفِنَ بِتُرْبَتِهِ بِالصَّالِحِيَّةِ، وَكَذَلِكَ الْأَمِيرُ سَيْفُ الدِّينِ دُولَاتُ، وَدُفِنَ بِتُرْبَتِهِ أَيْضًا. قَاضِي الْقُضَاةِ شَرَفُ الدِّينِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
পৃষ্ঠা - ১১৭৭০
الْحَافِظِ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْمَقْدِسِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ، وَاشْتَغَلَ، وَحَصَّلَ، وَكَانَتْ لَهُ مَعْرِفَةٌ جَيِّدَةٌ فِي اللُّغَةِ وَالْحَدِيثِ، وَبَاشَرَ نِيَابَةَ ابْنِ مُسَلَّمٍ مُدَّةً، ثُمَّ وَلِيَ الْقَضَاءَ فِي السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ، ثُمَّ كَانَتْ وَفَاتُهُ فَجْأَةً فِي مُسْتَهَلِّ جُمَادَى الْأُولَى لَيْلَةَ الْخَمِيسِ، وَدُفِنَ مِنَ الْغَدِ بِتُرْبَةِ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ. الشَّيْخُ يَاقُوتٌ الْحَبَشِيُّ الشَّاذِلِيُّ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ، بَلَغَ الثَّمَانِينَ، وَكَانَ لَهُ أَتْبَاعٌ وَأَصْحَابٌ مِنْهُمْ; شَمْسُ الدِّينِ بْنُ اللَّبَّانِ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، وَكَانَ يُعَظِّمُهُ وَيُطْرِيهِ، وَيَنْسُبُ إِلَيْهِ مُبَالَغَاتٍ، اللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهَا وَكَذِبِهَا، تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى، وَكَانَتْ جَنَازَتُهُ حَافِلَةً جِدًّا. النَّقِيبُ نَاصِحُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ قَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الدِّمَشْقِيُّ، نَقِيبُ الْمُتَعَمِّمِينَ، تَتَلْمَذَ أَوَّلًا لِلشِّهَابِ الْمُقْرِئِ ثُمَّ كَانَ بَعْدَهُ فِي الْمَحَافِلِ لِلْعَزَاءِ وَالْهَنَاءِ، وَكَانَ يَعْرِفُ هَذَا الْفَنَّ جَيِّدًا، وَكَانَ كَثِيرَ الطَّلَبِ مِنَ النَّاسِ، وَيَطْلُبُهُ النَّاسُ لِذَلِكَ، وَمَعَ هَذَا مَاتَ وَعَلَيْهِ دُيُونٌ كَثِيرَةٌ، تُوُفِّيَ فِي أَوَاخِرِ رَجَبٍ. الْقَاضِي فَخْرُ الدِّينِ كَاتِبُ الْمَمَالِيكِ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ فَضْلِ اللَّهِ نَاظِرُ
পৃষ্ঠা - ১১৭৭১
الْجُيُوشِ بِمِصْرَ، أَصْلُهُ قِبْطِيٌّ، فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، وَكَانَتْ لَهُ أَوْقَافٌ كَثِيرَةٌ، وَبِرٌّ وَإِحْسَانٌ إِلَى أَهْلِ الْعِلْمِ، وَكَانَ صَدْرًا مُعَظَّمًا، حَصَلَ لَهُ مِنَ السُّلْطَانِ حَظٌّ وَافِرٌ، وَقَدْ جَاوَزَ السَّبْعِينَ، وَإِلَيْهِ تُنْسَبُ الْفَخْرِيَّةُ بِالْقُدْسِ الشَّرِيفِ، تُوُفِّيَ فِي نِصْفِ رَجَبٍ، وَاحْتِيطَ عَلَى أَمْوَالِهِ وَأَمْلَاكِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ، رَحِمَهُ اللَّهُ. الْأَمِيرُ سَيْفُ الدِّينِ أُلْجَايُ الدَّوَدَارُ الْمَلَكِيُّ النَّاصِرِيُّ، كَانَ فَقِيهًا حَنَفِيًّا فَاضِلًا، كَتَبَ بِخَطِّهِ رَبْعَةً، وَحَصَّلَ كُتُبًا كَثِيرَةً مُعْتَبَرَةً، وَكَانَ كَثِيرَ الْإِحْسَانِ إِلَى أَهْلِ الْعِلْمِ، تُوُفِّيَ فِي سَلْخِ رَجَبٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ. الطَّبِيبُ الْمَاهِرُ الْحَاذِقُ الْفَاضِلُ أَمِينُ الدِّينِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، كَانَ رَئِيسَ الْأَطِبَّاءِ بِدِمَشْقَ، وَمُدَرِّسَهُمْ مُدَّةً، ثُمَّ عُزِلَ بِجَمَالِ الدِّينِ بْنِ الشِّهَابِ الْكَحَّالِ مُدَّةً قَبْلِ مَوْتِهِ; لِأَمْرٍ تَغَضَّبَ عَلَيْهِ فِيهِ نَائِبُ السَّلْطَنَةِ، تُوُفِّيَ يَوْمَ السَّبْتِ سَادِسِ عِشْرِينَ شَوَّالٍ، وَدُفِنَ بِالْقُبَيْبَاتِ. الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْمُقْرِئُ شَيْخُ الْقُرَّاءِ بُرْهَانُ الدِّينِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَلِيلٍ الْجَعْبَرِيُّ ثُمَّ الْخَلِيلِيُّ الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ الْمُصَنَّفَاتِ الْكَثِيرَةِ فِي الْقِرَاءَاتِ وَغَيْرِهَا، وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ بِقَلْعَةِ جَعْبَرٍ، وَاشْتَغَلَ بِبَغْدَادَ، ثُمَّ قَدِمَ دِمَشْقَ، وَأَقَامَ بِبَلَدِ الْخَلِيلِ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يُقْرِئُ
পৃষ্ঠা - ১১৭৭২
النَّاسَ، وَشَرَحَ " الشَّاطِبِيَّةَ "، وَسَمَّعَ الْحَدِيثَ، وَكَانَتْ لَهُ إِجَازَةٌ مِنْ يُوسُفَ بْنِ خَلِيلٍ الْحَافِظِ، وَصَنَّفَ فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَالْعَرُوضِ، وَالْقِرَاءَاتِ، نَظْمًا وَنَثْرًا، وَكَانَ مِنَ الْمَشَايِخِ الْمَشْهُورِينَ بِالْفَضَائِلِ وَالرِّيَاسَةِ، وَالْخَيْرِ، وَالدِّيَانَةِ، وَالْعِفَّةِ، وَالصِّيَانَةِ، تُوُفِّيَ يَوْمَ الْأَحَدِ خَامِسِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَدُفِنَ بِبَلَدِ الْخَلِيلِ تَحْتَ الزَّيْتُونَةِ، وَلَهُ ثِنْتَانِ وَتِسْعُونَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللَّهُ. قَاضِي الْقُضَاةِ عَلَمُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدٌ ابْنُ الْقَاضِي شَمْسِ الدِّينِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عِيسَى بْنِ بَدْرَانَ بْنِ رَحْمَةَ الْأَخْنَائِيُّ السَّعْدِيُّ الْمِصْرِيُّ الشَّافِعِيُّ، الْحَاكِمُ بِدِمَشْقَ وَأَعْمَالِهَا، كَانَ عَفِيفًا نَزِهًا ذَكِيًّا، سَادَّ الْعِبَارَةِ، مُحِبًّا لِلْفَضَائِلِ، مُعَظِّمًا لِأَهْلِهَا، كَثِيرًا لِإِسْمَاعِ الْحَدِيثِ فِي الْعَادِلِيَّةِ الْكَبِيرَةِ، تُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَالِثَ عَشَرَ ذِي الْقِعْدَةِ، وَدُفِنَ بِسَفْحِ قَاسِيُونَ عِنْدَ زَوْجَتِهِ تُجَاهَ تُرْبَةِ الْعَادِلِ كَتْبُغَا مِنْ نَاحِيَةِ الْجَبَلِ. قُطْبُ الدِّينِ مُوسَى بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ ابْنِ شَيْخِ السَّلَامِيَّةِ، نَاظِرُ الْجُيُوشِ الشَّامِيَّةِ، كَانَتْ لَهُ ثَرْوَةٌ وَأَمْوَالٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ فَضْلٌ وَإِفْضَالٌ، وَكَرَمٌ وَإِحْسَانٌ إِلَى أَهْلِ الْخَيْرِ، وَكَانَ مَقْصِدًا فِي الْمُهِمَّاتِ، تُوُفِّيَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ ثَانِيَ ذِي الْحِجَّةِ وَقَدْ جَاوَزَ السَّبْعِينَ، وَدُفِنَ بِتُرْبَتِهِ تُجَاهَ النَّاصِرِيَّةِ بِقَاسِيُونَ، وَهُوَ وَالِدُ الشَّيْخِ الْإِمَامِ الْعَلَّامَةِ عِزِّ الدِّينِ حَمْزَةَ مُدَرِّسِ الْحَنْبَلِيَّةِ.
পৃষ্ঠা - ১১৭৭৩
[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ] [الْأَحْدَاثُ الَّتِي وَقَعَتْ فِيهَا] اسْتَهَلَّتْ بِيَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ وَالْحُكَّامُ هُمُ الْمَذْكُورُونَ فِي الَّتِي قَبْلَهَا، وَلَيْسَ لِلشَّافِعِيِّ قَاضٍ، وَقَاضِي الْحَنَفِيَّةِ عِمَادُ الدِّينِ الطَّرَسُوسِيُّ، وَقَاضِي الْمَالِكِيَّةِ شَرَفُ الدِّينِ الْهَمْدَانِيُّ، وَقَاضِي الْحَنَابِلَةِ عَلَاءُ الدِّينِ بْنُ الْمُنَجَّا، وَكَاتِبُ السِّرِّ مُحْيِي الدِّينِ بْنُ فَضْلِ اللَّهِ، وَنَاظِرُ الْجَامِعِ عِمَادُ الدِّينِ بْنُ الشِّيرَازِيِّ. وَفِي ثَامِنِ الْمُحَرَّمِ قَدِمَ الْبَشِيرُ بِسَلَامَةِ السُّلْطَانِ مِنَ الْحِجَازِ، وَاقْتِرَابِ وُصُولِهِ إِلَى الْبِلَادِ، فَدَقَّتِ الْبَشَائِرُ، وَزُيِّنَتِ الْبَلَدُ، وَأَخْبَرَ الْبَشِيرُ بِوَفَاةِ الْأَمِيرِ سَيْفِ الدِّينِ بَكْتَمُرَ السَّاقِي وَوَلَدِهِ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ وَهُمَا رَاجِعَانِ فِي الطَّرِيقِ، بَعْدَ أَنْ حَجَّا قَرِيبًا مِنْ مِصْرَ; الْوَلَدُ أَوَّلًا، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ أَبُوهُ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ بِعُيُونِ الْقَصَبِ، ثُمَّ نُقِلَا إِلَى تُرْبَتِهِمَا بِالْقَرَافَةِ، وَوُجِدَ لِبَكْتُمَرَ مِنَ الْأَمْوَالِ، وَالْجَوَاهِرِ، وَاللَّآلِئِ، وَالْقُمَاشِ، وَالْأَمْتِعَةِ، وَالْحَوَاصِلِ شَيْءٌ كَثِيرٌ لَا يَكَادُ يَنْحَصِرُ وَلَا يَنْضَبِطُ. وَأُفْرِجُ عَنِ الصَّاحِبِ شَمْسِ الدِّينِ غِبْرِيَالَ فِي الْمُحَرَّمِ، وَطُلِبَ فِي صَفَرٍ إِلَى مِصْرَ، فَتَوَجَّهَ عَلَى خَيْلِ الْبَرِيدِ، وَاحْتِيطَ عَلَى أَهْلِهِ بَعْدَ مَسِيرِهِ، وَأُخِذَتْ مِنْهُمْ أَمْوَالٌ كَثِيرَةٌ لِبَيْتِ الْمَالِ.